الثلاثاء، 1 يونيو 2010

السلام عليكم

قصيدة رائعة، قرأتها أيام الدراسة...

هاشم الرفاعي بعنوان : أغـــنية أم أوأرملة الشهيد تهدهد طفله
نم يا صغيري إن هذا المهد يحرسه الرجاءْ
من مقلةٍ سهرت لآلامٍ تثور مع المساء
فأصوغها لحناً مقاطعه تأجج في الدماء
أشدو بأغنيتي الحزينة ثم يغلبني البكاء
وأمدّ كفّي للسماء لأستحثّ خطى السماءْ
****
نم لا تشاركني المرارة والمحنْ
فلسوف أرضعك الجراح مع اللبن
حتى أنال على يديك منىً وهبت لها الحياه
يامن رأى الدنيا ولكن لن يرى فيها أباه
****
ستمرّ أعوامٌ طوالٌ في الأنين وفي العذاب
وأراك يا ولدي قويّ الخطو موفور الشباب
تأوي إلى أمٍّ محطمةٍ مغضّنة الإهاب
وهناك تسألني كثيراً عن أبيك وكيف غاب
هذا سؤالٌ يا صغيري قد أعدّ له الجواب
****
فلئن حييت فسوف أسرده عليك
أو متّ فانظر من يسرّ به إليك
فإذا عرفت جريمة الجاني وما اقترفت يداه
فانثر على قبري وقبر أبيك شيئاً من دماه
****
غدك الذي كنا نؤمّل أن يصاغ من الورود
نسجوه من نارٍ ومن ظلمٍ تدجج بالحديد
فلكلّ مولود مكانٌ بين أسراب العبيد
المسلمين ظهورهم للسوط في أيدي الجنود
والزاكمين أنوفهم بالترب من طول السجود
****
.فلقد ولدت لكي ترى إذلال أمّه
غفلت فعاشت في ديا جير الملمّه
مات الأبيّ بها ولم نسمع بصوتٍ قد بكاه
وسعوا إلى الشاكي الحزين فألجموا بالرعب فاه
****
أما حكايتنا فمن لون الحكايات القديمةْ
تلك التي يمضي بها التاريخ داميةً أليمةْ
الحاكم الجبّار والبطش المسلّح والجريمة
وشريعةٌ لم تعترف بالرأي أو شرف الخصومة
ماعاد في تنّورها لحضارة الإنسان قيمة.
****
الحرّ يعرف ما تريد المحكمةْ
وقضاته سلفاً قد ارتشفوا دمه
لا يرتجي دفعاً لبهتانٍ رماه به الطغاة
المجرمون الجالسون على كراسي القضاة
****
حكموا بما شاؤوا وسيق أبوك في أصفاده
قد كان يرجو رحمةً للناس من جلاده
ماكان-يرحمُهُ الإله-يخون حبّ بلاده
لكنّه كيد المدلّ بجنده وعتاده
المشتهي سفك الدماء على ثرى بغداده.
****
كذبوا وقالوا عن بطولته خيانه
وأمامنا التقرير ينطق بالإدانه
هذا الذي قالوه عنه غداً يرَدّد عن سواه
مادمت أبحث عن أبي في البلاد ولا أراه
****
هو مشهدٌ من قصةٍ حمراء في أرضٍ خصيبة
كتبت وقائعها على جدرٍ مضرّجةٍ رهيبة
قد شادها الطغيان أكفاناً لعزّتنا السليبة
مشت الكتيبة تنشر الأهوال في إثر الكتيبة
والناس في صمتٍ وقد عقدت لسانهم المصيبة
.حتى صدى الهمسات غشّاه الوهن
****
لا تنطقوا إنّ الجدار له أذن
وتخاذلوا،والظالمون نعالهم فوق الجباه
كشياه جزّارٍ،وهل تستنكر الذبح الشياه؟
لا تصغ ياولدي إلى ما لفّقوه وردّدوه
من أنهم قاموا إلى الوطن الذليل فحرّروه
لو كان حقّاً ذاك ما جاروا عليه وكبّلوه
ولمَا رَموا بالحرّ في كهف العذاب ليقتلوه
ولما مشوا للحقّ في وهج السلاح فأخرسوه.
****
هذا الذي كتبوه مسموم المذاق
لم يبق مسموعاً سوى صوت النفاق
صوت الذين يقدسون الفرد من دون الإله
ويسبّحون بحمده ويقدّمون له الصلاة
****
لا ترحم الجاني إذا ظفرت به يوماً يداكْ
فهو الذي جلب الشقاء لنا ولم يرحم أباك
كم كان يهوى أن يعيش لكي يُظلّل في حماك
فاطلب عدوّك لا يفُتْكَ تُرح فؤاداً قد رعاك
هذي مناي وأمنيات أبيك فاجعلها مناك.
****
فإذا بطشت به فذاك هو الثّمن
ثمن الجراحات المشوبة بالّلبن
وهناك أدري يا صغيري ما وهبت له الحياة
وأقول هذا ابني ، ولم يرَ في طفولته أباه
****