الجمعة، 22 مايو 2009

مؤامرة مؤامرة مؤامرة

السلام عليكم

رواية دافينشي كود لكاتبها الذي لا أعرف اسمه قرأتها قبل إصدار الفيلم, عندما لمحته صدفة مع أحد زميلاتي
في الدراسة فاستأذنتها لقراءته. بعد أن إنتهيت منه شعرت بدوار في رأسي. حتى الآن لا أعرف كيف أشرح
قصة الرواية وماكانت تدور حوله, لأني لست واثقة من إني بالفعل فهمته.
ماشعرت به بالتحديد -بالإضافة للدوار- أن القصة ملخبطة, أي أنها تلخبط حقائق نعرفها كمسلمين, مع أمور
غريبة عجيبة ماينعرف ساسها من راسها. كاتبها يتحدث عن الروزم والغموض والأسرار والمسيحية.
الفيلم -الذي شاهدته أختي- كان إنتاجه رائعا للغاية, من حيث التصوير والإخراج والأمور الفنية.
هذا الكاتب كتب رواية (ملائكة وشياطين) وتم إنتاجها هي الأخرى فلميا.شاهدت الفيلم اليوم - لم اقرأ الرواية-
وأعجبني تصويره وإخراجه. نفس القصة بطريقة مختلفه...الرموز والغموض والمسيحية (الدين).

لكن هذه المرة لفتني أمر آخر, هل الغرض من هذا الفيلم التحسين من (صورة) المسيحية؟ هل الغرض هو تبيين أهمية
المسيحية كدين وما يتعرض له من أخطار؟؟ لايبدو الفيلم أنه مجرد فيلم (أي برئ) بل يبدو أن هناك أمرا مستترا خلفه,
لعلنا إعتدنا على (المؤامرة) في كل مكان فأصبحت عيوننا تشك فيما تراه.

المسيحية..دين سماوي.

شاهدت مسلسل Boston Legal عدة مرات, ولفتني في أحد القضايا عندما رافع المحامي (محامي المتهم) (لا أذكر القصة
ولا الحلقة ولا شيء آخر) في قضية بما معناها كانت عن أن أمريكا ليست دينية ولا تهتم بالدين, أن هذا خطأ, وأن هناك مقولة
شهيرة وهي (ليبارك الله أمريكا) God Blees America وأن بوش قال مرة إنها الحروب الصليبية( أو شيء من هذا القبيل)
وجاء بأمثلة متعددة ومختلفة من صميم الحياة الأمريكية أن الدين موجود وبقوة

الحروب الصليبية..جاءت ترفع راية تحرير المسيحين في الشرق ولكن الحقيقة كانت غير ذلك

الغرب, أجج العلاقة بين الأديان المتعايشة بسلام في الشرق.فأصبحنا نسمع عن قلاقل بين مسيحيي ومسلمي مصر, سوريا
وغيرها.
الغرب, أجج العلاقة بين المسلمين المتعايشين بسلام بغض النظر عن مذاهبهم. في العراق بين الشيعة والسنة, ويقولون أن إيران
(الشيعية) خطر على بلاد العرب لأنها (تصدر الفكر الشيعي).

كانت سابقا بريطانيا, الدولة القوية التي تسعمر البلدان. فأعطى من لا يملك من لا يستحق عندما قدمت وعد بلفور على طبق الماس
للصهاينة ليعيش الفلسطينيين 61 عاما من النكبة, زادها هما وغما الانفصال بين حماس وفتح, وكأن الاختلاف في الرؤية والتوجه
هو الأصل وليس المحتل.
بريطانيا, التي احتلت جنوب اليمن, لتساهم بذلك بالإنفصال بين شمال وجنوب اليمن وإن كان بشكل غير مباشر.
بريطانيا التي قاسمت فرنسا معاهدة سايكس بيكو, لتتقاسم الشام, لتضع فرنسا دستورا لبنان.

لبنان, الواحة الجنة الخضراء البلد العربي الوحيد الذي لا توجد به صحراء..طوائفه وأقسامه تتنازع, المسيحية ضد بعضها, المسلمين
ضد بعضهم بكل فرقهم.

واليوم, تستلم أمريكا الراية من بريطانيا لتكمل العمل (ليس اليوم بالتحديد وإنما بعد انتهاء الاستعمار الحقيقي ليتواجد بدلا عنه استعمار
منيل بستين نيله مغلف بدموع التماسيح).

هل باراك أوباما مختلف حقا؟ أم نحن من افترض أن هناك اختلافا سيحصل لمجرد أن أصلا مختلف باعتباره أول أسود يفوز بالانتخابات

رفض جوانتانامو, لكن هل أغلقت حتى الآن؟ رفض وسائل التعذيب, وعندما كشفت تلك الوسائل ووافق على كشفها ورفع الحصانة
عن مسئوليها , أوقف الأمر كله, لأنه وجد أن ذلك سيزيد من مشاعر العداء لأمريكا وسيضر بمصالحها وجنودها في الخارج.

كلهم يتصرفون بنفس الطريقة, ونحن نمطيّون عندما نجعل كل شيء يبدو مؤامرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق