حتى الآن ومنذ أن عملت في المكان الذي أعمل فيه، بكيت في العمل مرتين! الأولى عندما كنت في قمة الإرهاق بسبب مشروع ما، وكان المشروع قد بدأ يتداعى -لأن الأيادي التي تمسكه قلـّت- في النهاية بيدي وكان يحتضر! وسبب البكاء حينما سمعتُ تعليقا من مديري حول ذلك ولم أحتمل، يومها لم يعلم أحد بما حصل إذ أنني نأيتُ بنفسي واختفيت حتى توقفت عن البكاء واستطعت أن أجد الحل بعد حوار مع أختي عبر الهاتف لمدة 20 دقيقة!! ورغم أن الإرهاق كان نفسيا بسبب المشروع إلا أنني حتى اليوم لا أريد أن أعود لإمساك المشروع، خوفا من أن أظل الوحيدة فيه ويحتضر ثانية! ولا أعتقد أني سأحتمل ذلك
المرة الثانية، كانت اليوم।
خـُلاصة القصة، "تعبت" من إحداهن لأن أسلوبها في العمل كان "متعبا" وكان لا بد لي أن أظل متابعة لعملها لفترة شهر، اليوم وصل لمسامعي أنها قالت شيء عني، ولما تأكدت بالفعل مماقالته انقهرت كثيرا ولم احتمل وبكيت، وهذه المرة جزء من البكاء الذي حاولت اخفائه ظهر أمام أحد الأشخاص وانسحبت بسرعة، ولما لحقتني زميلتي في العمل طلبت منها أن تتركني لوحدي وسأهدأ بعد فترة।॥ أخفيت عنها نيتي في الخروج من المكتب بسبب الغضب الهائل الذي تملكني وشعرتُ حينها أن هذا تصرف أطفال ولاداعي له.
هدأت بعدها لكن القهر تملكني، بعد كل هذا الجهد في العمل بشكل عام ومتابعة عملها بشكل خاص، أسمع هذا؟ ليتها قالت ما قالته في مكان لا أحد يسمعه ولكنها لم تفعل، الآن وفي المساء بدأت اتسائل، هل كان الكلام حقا عني؟ أم أني أتهيأ ذلك فقط وأعطي لنفسي حجما أكبر مما أستحقه؟ ما جعلني أهدأ قليلا -أخفيت مابداخلي طوال العمل لكن البكاء كشفه - أن مديري في العمل اتخذ موقفا على غير عادته ليس بسبب هذا الحدث وإنما لأشياء أخرى ذات علاقة وللأسف لا استطيع أن أذكر أكثر !
هناك جزء في القصة لن أذكره...
الآن وأنا أفكر في الموضوع بهدوء أشعر وكأني بالغت...هل بالغت؟؟
اخترت عنوان الموضوع "البيضة، الجزر أم البُن؟" بسبب قصة طرحها أحدهم اليوم॥
القصة أنه إذا كان لدينا ماء مغلي في ३ كؤؤس، ووضعنا البيضة في الكأس الأول، فحمت القشرة الخارجية داخل البيضة التي تصلبت بفعل الماء المغلي، والكأس الثاني إن وضعنا الجزرة القوية والصلبة تراخت وضعفت بسبب الماء المغلي، أما البُن أي القهوة المطحونة، إن وضعت في الماء المغلي تتفاعل مع الماء وغيّرته।
العبرة من القصة أن الإنسان ३ أنواع، إن واجه الموقف الصعب في هذه الحالة الماء المغلي ماذا يفعل؟ وهذا السؤال الذي طـُرح علي॥لم أجب عليه ولكن الموقف الذي مررت به اليوم غيّر نظرتي قليلا।
كنت أظن أنني قوية، وقادرة نوعا ما على التحمل، ورغم أنني لم أكن واثقة حول "درجة التحمل" هذه إلا أنني غيّرت رأيي اليوم!
أعتقد أني مثل البيضة، ضعيفة إذا واجهت الماء المغلي، وحتى إذا ما قوت قشرتها الخارجية إلا أن داخلها يبقى ضعيفا ولا يقوى!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق